رسالهه

 مرحبًا،

أنا فتاتكَ الشقيّة، التي لا تعرفُ كيفَ تحبّكَ بطريقة لا محدودة، 

لكنّها تحبّك

وتدركُ تمامًا أن دقيقة واحدة دون يديك لا تحتسب من العمر.


أنا تلكَ الفتاة التي انتزعت ذات ليلةٍ خلخالَ خوفها

وجاءت حافية إليك،

بلا أيّ دافعٍ أو سببٍ سوى رغبتها.

رغبتها في أن تستطلعَ صندوق الدّهشة الذي أمامها.

جاءت في ليلة خريفيّة، هادئة، بحذر

ثم استطلعت أخبارَ الرّجل الصّامت.

والغامض.


جلسَت أمامه،

تنبشُ ذاكرته، وتصفّق لآلامه التي جعلته هكذا.

تبتسمُ في سرّها وتقول: "كانَ عليكَ أن تتألم، كي تصلَ في النّهاية إلى قلبي"


أنا تلكَ الفتاة الشّقية، والذكيّة، التي تهندمك على مهلٍ، وتقلّبكَ بينَ أفكارها 

وتحبّك أكثر.

فتاة النّدوب، والكدمات

معكَ صارت ندوبي فتحات تتسرّب ٱليها الحياة،

ثمّ اتسعت كي تغمر الفرح!

ليسَ الفرح وحده ما أعيشه معك

وإنّما القرب!

القرب إلى حدّ التلاصق، والتّلاحم، والانصهار

سمّها ما شئت،

لكن لا تجعل بيني وبينك ولا حتى قيد فكرة!


معكَ وحدك،

عرفتُ كيفَ يحبّ الإنسان، ويتعلّق، ويشتاق،

معكَ عرفتُ حقيقتي، 

ورجعتُ إلى نفسي التي كنتُها قبلَ عامين أو أكثر.

لكنّي مستاءة منك!

لأنّك لم تجدني منذ وقتٍ أطول

وجعلتني أعيش 24 عامًا وأنا لا أعرفُ أن رجلًا مثلكَ هنا،

وأن في الكون دهشات لم ألتقِ بها بعد.


يا رجلًا يعرفُ كيفَ يجعلني شمسًا في لحظة،

وامرأة ثلاثينية وطفلة مشاغبة.

يا رجلًا يمسكَ أطراف الدنيا من أجلي،

وأنا أنظرهُ وأبتسم.

لأني أدركُ للمرة الأولى

حقيقة "السلام الدّاخليّ" و"الفرح" و"الأبد"

الأبدُ الذي لا يتوقّف.


شتاء،

٤ شرين الثاني/ نوفمبر

من العام ٢٠٢٢م.


-زينب قاروط

تعليقات

المشاركات الشائعة