قصص

 بالغلط مبارح شفت صورتِك، كنتِ بالمطعم عم تضحكي، خطر ع بالي إسألِك كيفِك؟ بس مش كيفِك لما تكوني بالمطعم عم تتصوري، كيفِك لما ما تكوني عم تتصوري؟ كيفِك لما تكوني قاعدة لحالك ومسكرة الدنيا بوجّك؟ كيفِك لما ما يكون شعرِك عاجبِك؟ كيفِك لما تحسي الدنيا عم تمشي وإنت مطرحك؟ طمنيني عنّك، أنا بحكي كتير عن حالي، اشتقت إعرف عنّك وعن البسينة للي ضاعت، لقيتوها؟ ما تهكلي همها، بكرا بترجع، ما حدا قادر يبعد عنّك وما يرجع...

نحن وصغار كنا كتير نسهر عند بيت جدّي، نروح المغرب ونجي بالليل، وأنا كل مرة إغفل ع الطريق، إدفى بالسيارة ونام، والدفا أنواع حتى لو كان صيف. لما نوصل ع البيت فيق، بس إعمل حالي نايم، كرمال يحملني بيي ع البيت، كنت حب لما يحملني، حس حالي طاير، فجأة صير خفيف، متلك، متل الندى. بس مش دايما هيك، لما إعرف إن تاني يوم الصبح عندن شغل بالحقلة ما كنت كذّب، كنت فيق عنجد، حرام بيي يحملني وبكرا عنده فيقة بكير، بيكفي عم يحمل الدنيا، والدخّانات، وقسط المدرسة.

زمان أهلي كان يزرعوا دخّان، وحدة من أصعب الأعمال بالحياة، أشغال شاقة، وأصعب شي آخر مرحلة، للي هيي مرحلة "القطيفة". يفيقوا ع الأربعة الفجر، يروحوا ع الحقلة ويقطفوا الدخانات، يرجعوا يجوا يشكّوهن. أنا كنت صغير، شوفن عم يتعبوا وإزعل، كنت إسأل إمي كيف فيي ساعدكن؟ قالتلي إنك تكون شاطر بالمدرسة. المدرسة للي كان كل سنة قسطها يزيد، وأهلي يزيدوا الدخانات. مرة الصبح إجوا أهلي من القطيقة، وشفت بيي مبسوط شوي، سألته كيف كانت القطيفة، قلّي كتير منيحة، لما يكون في "نِدى" بتكون القطيفة أسهل، لأن ورقة الدخان بتصير أطرا، ودغري بتنقطف. هون اكتشفت قدي مهم الندى للدخان، وقدي مهم الندى كرمال شوف بسمة أهلي الصبح، صرت كل يوم قبل ما نام، إدعي بكرا يكون في ندى، وإدعي ما يزيد قسط المدرسة، وإذا زاد القسط، يزيد الندى شوي أكتر.

عرفتي ليه سمّيتك ندى؟ لأن بتشبهي الندى للي كان أجمل شي بصبحيّة أهلي، كانت حياتن صعبة بس لما تندّي الدنيا تصير شوي أسهل، هيك إنت بتعملي، بتخلي كل شي أسهل. وأنا كذّبت عليكِ، متل لما كنت كذّب ع بيي كرمال يحملني، لأن ما شفت صورتك بالغلط، ولا شي بيناتنا غلط، أنا للي فتشت عليكِ كرمال اتطّمن ع الضحكة، لقيتها صارت أجمل، شكلها البسينة رجعت، أو يمكن عم تحبّي، ما بعرف، بس كل ما تحسي الدنيا مسكرة بوجّك تعي، وإذا مش عاجبك شعرك أنا بحمله عنّك، حطي راسك ع كتفي وما تهكلي همّ شي، صدقيني الحياة رح تصير أسهل، لأن أنا بعدني لهلّق، كل يوم قبل ما نام، بدعي بكرا يكون في "ندى"...

-محمد علي