شعر
دِفء، زينب قاروط:
مرحبًا،
أيّها الغيور الذي تنعر قلبه فكرة أن أحبّ المطرَ أكثر منه،
والقَلِق من ألّا أكون معه في أيّامه القادمة،
والواثق أيضًا وهو يعلمُ أنّي لا يمكن أن أتزحزحَ من جانب قلبه.
أعرفُ أنّ حبًا كهذا،
لا يسعه نصّ ولا حتى قصيدة،
لكنّي أحاول، كي لا تموت الكلمات في داخلي بحادثٍ مروريّ وهي تتسابق للخروج من فمي.
أكتب لأنّها الطريقة الوحيدة، التي أستطيع فيها أن أسرقَ نجمة -لا يعاقبُ الله سرقةً بهدف الحبّ-
ثمّ أضعها في جيب قميصِك اليسار
بالتحديد؛ فوقَ قلبك.
هذه طريقتي الوحيدة أيضًا كي أمسكَ ضحكتك وأنت تقرأ نصًّا عنك.
رجُلي الشاهق أمام أحلام فتاةٍ ظنّت أنها لن تجده،
وانتظرَت قدومه كثيرًا
وهي تصلّي كي لا تفلت الأمنيات من قلبها.
كي تأتي.
أحبّك،
لا تخف،
"أنا ع دنيتَك عصفور لافي"
هكذا غنّت فيروز!
شتاء، ٢٢ تشرين الثاني من العام ٢٠٢٢م.
-زينب قاروط
يارب هل سبقَ و أن بكى شاعرٌ بين يديك لأنك لم تعد ترمي لهُ فتات الكلام...كحمام بيت!
يا الله ليسَ سرًا أبدًا أنني وحيدٌ جدا،
وحيدٌ وحزين
حزينٌ كأغنية جبليةٍ تنزُّ من جرحِ بحّارٍ قديم...
وحيدٌ كنهرٍ مندفعٍ في عيون البدو الراحلين؛
يا الهي جراحي ليست غريبةً عنك؛
سبقَ وأن رفعتُ لك الكثير منها
الحبُ الناقصُ الذي اختبرتَ به قلبي
رحيلُ الأحبة الدائم
مطرُ السجون
دموع الحدود
غربة الٱباء
مرضُ الأمهات
خطوات المقابر
أبواب الحاجة
تفرق الجماعة؛
صوتُ الجدّات في قاع الذاكرة
قاطرةُ الماضي الشَاخصة
أقدامنا الحافية أمام عتبات الٱخرين...
قهرُ الدَين
بكاءُ الأخوة الصغار في المرايا الجانبية؛
البيتُ الذي فقدناهُ دونَ أن نسقي فيهِ ورود الصباح...
عريشة العنب التي دهستها حجارة الرُكام؛
الأحلام التي تركناها خلفنا في كل بَار
رائحةُ المشافي ونظرات الهوان...
شَعرُ الحبيبة الذي يهطلُ على ذراعٍ غريبة؛
ضحكةُ الشَفقة
وملابس الموتى...
أعلمُ يا الله أنك تخبئ لي الفرح في مكان ما...
مغلفًا بشال أمي ورائحة المطر
وأنكَ في اللحظة المناسبة
ستدّلني على الطريق؛
لن تجرحني بحبٍ ناقصٍ مجددا
و لن تختبرني في أقربِ الناس إليَّ
سأمضي بإسمك الرحيم...
لقلبٍ أكثرَ اتساعًا لمزاجي ولغتي
لأنثى مهما طال ليلُ القصيدة
لا تفرشُ حضنها لغيري؛
وأخيرًا يا ربُ
ساعدني لأمسح أثرَ الأحبة
أنا بالدموع
وأنتَ بريحِ رحمتك الباردة؛
امسحهم برف ق من كل الأمكنة
لكن أرجوك أترك قليلا من ضحكاتهم على المائدة!
-عبد المنعم عامر

تعليقات
إرسال تعليق