روايات


١٠:٠٠/٢٠٢٠

إن المعاناة الأولى التي يعانيها الإنسان تؤدي به إلى الهلاك.

 إن الإنسان حين يقترف خطأً ما أو ذنبا ما فإنه بحاجة إلى البوح لإنسان آخر بما اقترفه، يريد شخصًا يستطيع أن يتجرد أمامه من كل شيء، يريد شخصًا يستطيع أن يكون أمامه شفافًا مرئيا، أن يتقبله بسوءه و أخطاءه و نزواته كلها مهما كان سبب فعلها.

الخطأ الأوّل يجّر معه أخطاءً عديدة 

البوح يحلّ، يصلّح، يرمم،

أن أتحدث مع أحدهم دون التفكير بسؤال "شو ح يقول عني اذا عرف؟" او " ممكن يتغير اذا عرف" او " كيف ح تكون نظرتو" او "معقول اذا حكيت يذكرني بغلطتي؟"

هذه الأسئلة لوحدها حين نطرحها تجبرنا أن نعانق وحدتنا و أن نعين أنفسنا لوحدنا 

كيف لهذا الانسان الاجتماعي المحاط بعائلة و أصدقاء أن يخاف من أن يتعرى من مشاعره و يتجرد من وعيه أمام أحدهم

لو كان هنالك شخص في حياتنا كهذا الشخص الحاضن المتفهم المساعد لكانت حياتنا بألف خير


١٠:٣٠

تلك الكلمة كانت بحدّ ذاتها خاوية،

ابتلعتني الدقائق بفمٍ جاف،

هذبتني القصيدة،

عبقرية الشعر ثارت،

فحين تحررت من الألم، خسرتُ أن أكتبك بعمق،

لقد هجرت العصافير أطراف مخيلتي 

والظلّ العالق على الشجرة انكسر

كيف للأفكار أن تتسلل من يدي

أو من ضوء إلى ضوء

كيف للحواس أن تشتبك بالأشياء

رسالتي مليئة بالتلعثم 

ورسائلك مملة

لازال توقيعك في نهاية الورقة 

ترتعش فيه الحياة.


٢-

شاهدت أفلامًا كثيرة 

شربت بعضا من أعشاب أبي المفضلة

سمعت بعضًا من الأغاني 

لا، أعتقد أني سمعت أغنية واحدة فقط أعدتها عشر مرات لدرجة أنها ملّت مني،

تناولت بعضا من الأندومي ،

لا زالت الوحدة تقترب

حاولت الهرب كثيرًا، لكن عبث كل محاولاتي كانت باطلة،

الدهاليز كانت ضيّقة

والصبر لملمني أشلاءً.

كانت أمي تبالغ في وصفي حين أرتعب،

و حين أكتئب كنت أقف أمام نافذة الذكريات وأضحك كثيرًا على الذين رحلوا،

سلوك قلبي تغير 

أظنه بحاجة إلى تأديب 

أو إلى حكمة بحجم حماقاتي.


١١:٣٠

لكن ، لا يهمني هذا كلّه !

فأنا لا أحبذ الركض نحوك أو معك أو فيك حتى

لِنَقُل أنّه إحساس شامل لمعجم الكلام كله

صعبٌ أن أختصره لك بكلمة ،

شعور تائه ، ضائع تمامًا كالقداحة التي ستضيع يومًا، أو مثلًا كشعر أمي الذي ضاع مسبقًا بسبب سرطان أحمق..

أنسى حلمي المصغّر إلى جانبي دون أن أصطحبه في كبوة الجواد تلك، ليجتاح الغفوة متحولًا إلى كابوس.

كأنني اليوم غاضبة مني، وضعت صوتي بين كفيَّ.

لقد كان مشردًا لا مأوى له، 

لا مدى أمامه ليسرح فيه ولكم تمنيت أن يفرغ مني علّني أستأصل تعبي، هالاتي، مجرى الدمع، وجلدي المحفوف بالسائل المالح.

أعرف أنكَ ولدت و قلبك مفطور، مهشّم ذاعت فيه الخيبة، 

أتمنى لو كنت رجلا بلا ذاكرة تستيقظ كل يوم تراني كأول مرة، تنسى ذلك التفصيل المزعج الذي كنتُ سببه ربما.

تأتي فنتشاجر، نجلس، نحمل الهاتف صامتين، ألتهم بؤسي بقداسة، كيف أستطيع اقتلاعك كخطيئة لحظية تافهة حيث أني خبأتك في جعبة أشيائي الملوثة المقرونة بمتعة جميلة.

لما لا نعانق سوادنا، أخطاءنا، زلاتنا؟ نتعانق لنصبح غيهبًا مثلًا

تعليقات

المشاركات الشائعة