نصوص2

 دِفء، زينب قاروط:

أؤمن بالقاعدة العلميّة "كلّما كثر قلّ، كلّما قلّ كثر". 


أرحّبِ بكِ في باطنِ فكري، لن أكلّمك اليوم. ليس لأنّني مللت أو لا أريد، إنّك -أيّتها الطّاعنة في الشّوق- عصيّة على الشّبع، بل إنّي أحبّ المضيّ في أفكاري، فاليوم يا سيّدتي، سأكلّم نفسي، وأرّحب بكِ كجمهوري الوحيد، والأبدي. 


إنّ طلب التّميز من القلّة، وكلّما قلّ كثر .. نعم، لم ترغب يومًا في امرأة "عاديّة"، وها قد وجدتها غير عاديّة البتّة، فما الذّي جذبك؟ أثارتني.

وما المتميّز في ذلك؟ أعلم أنّ ضعف الكلام يحدّه، وأنّ المصطلح يشكّل الصورة، وأنّ الصّورة أشبه بمادّة الحدث.

اختبرت للمرّة الأولى في حياتي "إثارة الذكاء" أن أتحسّس النّصوص وأشعر بالرّغبة جرّاء ذكاء الشّعور، أقول لها دائمًا أنّي لست بكاتب، وتقول لي أنّ الكتابة شعور. 


أكره بروتوكلات النّصوص. أشعر بالرّغبة في الفوضى لأستشعر قدرتي في فكّ الكلم والنّشوة بذكائي، لكنّي أقرّ مذعنًا بقدرتها العميقة على حملي نحو عالمها على كفّيها. 


تثيرني حين أقرأ لها، تتملّكني حين تقرأني... 

وكلّما كثرت في دمي ، قلّت. توحّدت وتأصّلت.


-حبيبي الكثير.


وأنا أؤمن أن الإنسان لا يكفيه قلبٌ واحد!


كيف سيحملُ قلبًا واحدًا جميع هذه الدّهشة؟ وماذا يعني أن يقف المرء صامتًا مبتورَ الحرف؟


ها أنا ذا، أدخلُ في باطن فكرك كما طلبتَ تمامًا. أدخلُ بلهفةِ الذي يزور متحفًا دافئًا، يتحسّس برودة جدرانه، وينتشي بصوت المطرِ في الخارج.

حبّك مطر!


دليلي على الأشياء من حولي "أنت"

أيّها الواسع، المدهش، الحاذقُ في لمسي.


تقول لي "لم أرغب في امرأة عاديّة" وأقول لك "لم أعرف كيف تكون الدّهشات قبل أن تأتي"


معكَ،

كلّ الأشياء هي "المرّة الأولى"

الفضول، الإعجاب، الحبّ، الشّوق، الغرق، الفوضى الطمأنينة، الأمل، المستقبل،...

حتّى نصوصي معك "مرّة أولى".


الكاتب يا حبيبي الكثير -وأقول "الكثير" لأنّك تتوزّع عليّ بشكلٍ كثيف- إنسان متعدّد المواهب.

تراه يكتبك في نصّ، أو يرسمكَ في كلمة، يغنّيك في قصيدة، ويشكّل طينكَ بشعورٍ لم تعرف أنّه موجود من قبل.

الكاتب يا حبيبي الكثير.

يقتاتُ على قصائد يوميّة.


وأنتَ قصيدتي الهاربة من وزنِ القافية، إلى آخر نقطة في وجودٍ ضيّق أمام ما أشعره نحوك.


خريف،

 ٢٣ أيلول من العام ٢٠٢٢م


-زينب قاروط

تعليقات

المشاركات الشائعة