روايه1
هبة جابر:
١:٣٠ ليلًا
المكان منطفئ،
روايتي يهدهدها الألم.
تلك اللحظة كانت مأوى المرء،
تُؤنبه، تُعذبه، تُقلقه،
الوقتُ يمرّ، جسدي يمرّ،
أعود إلى المنزل معي الشارع و الساعة و القلق.
ثم أردف قائلًا:"ظننت أن للإنسان نهاية في كل شيء."
دون انتباه
يورّثُ الآباءُ أحزانَهم
يدفنون دموعًا لا حصر لها
داخل الجينات
ليذرفها أبناؤهم دفعة واحدة
بعد عشرات السنين
حين تنتابهم رغبة شديدة
في البكاء دون سبب.
٢:٤٧
هل أنتَ هنا أيضًا؟
ربما كنتَ هنا منذ زمن بعيد.
لم أسمع سوى أحاسيسه المُبهمة في قعرِ اللّيل،
الشتاءُ كئيبٌ منذ خمس سنوات،
ستتلاشى الأمنيات بقنبلة برودٍ منه،
سيعيش الكون معي لوعة الانكسار،
مجرتنا ستنفجر بطريقة كارثية بسبب الألم،
كيف أتخلص من هذا الشعور،
لقد داس على سنابلي القمحية التي نَمَت بنفحات وجوده وصوته.
جلستُ في الزاوية أطالعُ كآبتي بتضرع جرعات السعادة المحشوة في صوتك،
لقد دُفِنتُ تحت ركام الذاكرة الجميلة،
عيناي مغبرة بالدموع،
مددت يدي لكَ بُغية النجاة الموهوم لكنني هلكت.
أتمنى حين تستيقظ غدًا أن تُقبِّل الشّمس مطلعَ مبسمك،
كعادتي دائمًا أبدأ بكل أحزاني و أنتهي بك
أسير بقربِ رسالتك،
أسير بظلّ كلماتك،
أختفي تحت الكلام الذي لا يُقال،
أفتّش بين خوفي عن حواسي الجائعة،
عن فكرةٍ تقتحم الفراغ،
عن فكرة تتربص أمامي على المرآة كل يوم،
أبحث عن أرضٍ يهابها اليباب،
أتتبع اللحظةَ التي لا يطاردني فيها أيّ ذكرة مؤلمة…
هل أنتَ بخير ؟
أسألكَ ، وأعرفُ ردّكَ مقدمًا
بخير ،
أحبكَ
أحب مافيك كله
حتى الأجزاء التي تدفنها
في أعماق قلبك المضطرب
معي، لستَ مضطرًا لأن تكون"بخير"
لستَ بحاجة لأن تكون "بخير" حتى أحبكَ
أنا هنا لأجلكَ
ربما لا أستطيع إزاحة ألمكَ
لا أملك عصًا سحرية
لكن أعدكَ أن أقف بجانبك
أن أحارب الظلام معكَ
يدٌ تحمل المصباح
ويدٌ تمسك بكَ .. ولن أفلتك أبدًا .
٦:٢٠
كإنارة عامود في شارع مُعتم لا يُعيرك أحدٌ اهتمام،
يكون قلبك مقبرة مثالية للآمال المدفونة،
شرائط الكهرباء مُلتفّةٌ حول عقلك،
جسدك مشوّه مليء بالندوب.
لم أُقتل،
لكن التجارب مرّت كلسعاتٍ حرارية،
تُحرق،
لكنني ممتنة لهذه التكات.
فجأةً،
كلماتك العتيقة تتجدد،
يصبح لصباح الخير في أحبالك الصوتية حديقة،
وفي قلبك تسطع شمس القرية الحبيبة.
القلب ينتفض خلف المسافات
يرتدي ثوب الطير،
يهاجر لينسكب أخيرًا في كوب قهوة رجلٍ مكتئب،
يصل منهكًا،
يريد وجهكَ كي يستريح.
١١:٠٦ /2018
ناولني مفتاح منزلنا الذي لم ننسخ غيره
ضع هذه المزهرية الجورية في تلك الزاوية تحت أول صورة التقطناها أمام موجة كادت أن تصطدم بك،
أَخرِج السماء من خزانتك و اصطحب معك ثلاث غيمات،
بالإضافة إلى رائحة عطرك التي أريدها أن تملأ المكان،
نعم إنها تعجبني بشدة،
الآن، اِجلس أمامي و ابدأ بالكلام،
إني أحب حروفك سأجمعهم و أغرسهم على شرفتي، بجانب نبتة الحبق المتواضعة.
و إن كنتَ سماءًا فأنا سحابك و نجمتك و الأرض المتلهفة لعناقك،
إذًا مساء الخير لهذا الكوكب الذي يبدو صغيرًا أمام مجرّة حبي لكَ

تعليقات
إرسال تعليق